كما كان مشروع النهضة مبهماً، لا يعرف الكثير شيئاً عن آلية تنفيذه على أرض الواقع، ها هي نسبة ما تحقق منه خلال الـ 100 يوم الأولى، حائرة أيضا في الأوساط الإعلامية، خاصة في الصحف القومية، حيث أعقب الاحتفال الجماهيري الحاشد، الذى تم تنظيمه للقاء الرئيس مرسي بالشعب، احتفالا بذكرى أكتوبر، ولتقديم كشف حساب عما تم إنجازه خلال الـ 100 يوم الأولى، بلبلة شديدة حول نسبة ما تحقق من الخطة، ففي الوقت الذى نقلت فيه صحيفة الجمهورية،على لسان الرئيس محمد مرسي، أنه تم إنجاز 80% من برنامج المائة يوم، أكدت جريدة الأخبار أن النسبة الصحيحة هي 75%، بينما انخفضت إلى 70% في جريدة الأهرام المسائي، أما النسبة الأقل، فقد جاءت في صحيفة المصري اليوم، حيث بلغت 65% من الخطة.. ولا عزاء للمواطن البسيط الحائر بين هذه النسب.
"سأظل متشككاً في معالجة الإعلام القومي، طالما ظل في قبضة السلطة"، قالها الدكتور هشام عطية -أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- موضحاً أن السلطة في مصر تغيرت، بينما لم يتغير الإعلام القومي، ومن ثم سأخرجه من أي معادلة تحكم الأداء الإعلامي.
رغم أن البعض يعتقد أن الأرقام هي لغة الحقيقة، والعلم، فإنها أيضا تُستخدم للتعمية على أشياء حقيقية، خاصة عندما يتلقى الصحفي هذه الأرقام من المسؤول وينقلها كما هي، دون وجود مؤشرات واضحة على صحة هذه الأرقام، كما كان يحدث في عهد الرئيس السابق، حين كانت استطلاعات الرأي، تخرج علينا يومياً لتؤكد ان نسب الرضا عن أداء الرئيس تفوق المتوقع.
"يظل الفقر والجهل، هو العدو اللدود للديمقراطية"، في رأى عطية، فكلما زادت مساحات الجهل المنتشرة في المجتمع، وتواجدت مؤسسات إعلامية لا تحترم حق المواطن في المعلومة الصحيحة، ستظل نتيجة الصندوق غير نزيهة.