حلمت أنه الشوق ناداني لرؤية الأحباب فتوجهت صوب الحي العتيق وكالعادة قطعت الطريق مشيا علي الأقدام حتي بدا لي البيت القديم وذكرياته ولم أضيع وقتا فأخذت في الصعود نحو الطابق الثالث والأخير
فعلمت أنه لم يبق في الصعود سوي عشر درجات هن ختام السلم لكني لم أر درجة واحدة, بل وجدت هوة عميقة فخفق قلبي خوفا علي آل البيت ومع أن الوصول كان متعذرا إلا أني لم ألتفت إلي الوراء ولم أفكر في التراجع, بل ولم أفقد الأمل متشبثة بيقين أن الباب سيفتح علي طاقة نور وقد كان.. من أحلام فترة النقاهة للنجيب المحفوظ.
تتجلي البالرينا في أروع تبلوهاتها الصوفية, تتمايل بثبات محترف وتتدلي في اتزان واع غير مبالية بالاهتزازات الدنيوية لأنها تسير علي يقين مستقيم, فسحر العيون عند نيللي يهتدي بالكريم, ومن هنا ينبض بالحيوية ويشع بالأمل ويدفعك لأن تتحضر للسعادة أينما كنت, وتنتصر للحياة حيثما تريد, وتحلم فتحقق ما تتمناه كما ينبغي أن يكون, وسوف تتباري الأقدار لاجتذاب فرصك الذهبية واسترداد حقوقك الضائعة وانتزاع ضحكاتك من قلب الأحزان.وعند هذا الحد المشرق ترفع الستار علي غرفة نومها التي تحتضن الأحلام, تقول نيللي كريم:
أنا عشت في 5 غرف نوم مختلفة الأشكال والمواقع, الأولي كانت في روسيا والثانية كانت في المعادي في الإجازات والثالثة في بيتنا القديم بالإسكندرية والرابعة كانت في المهندسين وأخيرا غرفة نومي الحالية بحي السادس من أكتوبر, وجميع هذه الغرف تمتعت فيها بنوم عميق مشبع بالأحلام, يمكن كانت أحلامي بتنحصر في شقة الإسكندرية بشارع كيلوباترا ودائما بأحلم بغرفة نوم بابا وماما تحديدا لأني كنت بأحب أنام فيها, كانت رمز الأمان بالنسبة لي وكنت بأشعر براحة عجيبة فيها وتقريبا قضيت فيها كل مرحلة الطفولة الخالية من الهموم, وأذكر أني كنت أنام علي المخدات مش علي السرير نفسه, مش عارفة ليه ومعظم أحلامي بتدور داخل هذه الغرفة حتي لما نقلت سكني أكثر من مرة,
أحلامي مرتبطة نفسيا بها, تقريبا لا تخرج من إطارها, هي كانت ألوانها بيضاء وسقفها عاليا علي طراز العمارات القديمة, صحيح كانت صغيرة الحجم لكنها كانت عظيمة الاحتواء والترابط, عموما أنا بأحب أوي المود السبعيناتي في الشكل والأثاث بأشعر بالأصالة والشياكة والخير بتاع زمان, والألوان الهادئة تستهويني أكثر وتشعرني بالأمان وطبعا الاتساع يعطيني شعورا بالراحة.
- وماذا عن أوضاع نومك وأوقاتها وملابسات تواصلها أو انقطاعها؟
- صح جدا وماذا عن الأوقات والفواصل؟
- أظن من واقع بحثك عن الهدوء والانسيابية أنك تحرصين علي طقوس قبل وبعد النوم تخلو من الربكة؟
حلم انهيار منزل أبي وأمي
- أفكارك متجهة للمستقبل وأحلامك مرتبطة بالحاضر ولا مكان للماضي في منامك, أهي بالمثل واضحة ومحددة دون تشفير؟
حلم الانتظار في عرض البحر
- منهج الأحلام يحمل أربعة أبواب نافذة إلي المنام, الباب الأول نموذجي يتضمن مخاوف من تجارب آتية, والباب الثاني يحمل تعويضا عن حرمان واقعي, والباب الثالث عقابي يشكل تهديدا حاضريا, أما الباب الأخير فمتنوع الكوابيس.. ماذا عن أحلامك وعلي أي الأبواب تدق؟
- هل حلمت ذات مرة أنك تقدمين عروضك علي خشبة مسرح الأوبرا والصالة خاوية من الجمهور؟
- بأحلم بالمسرح والعروض في حد ذاتها كأني داخل حالة أسطورية تضمن أبطال العرض فقط ولا وجود لأي زائرين.
- قبل إقدامك علي أي عمل جديد, هل تحلمين بتفاصيله؟
- عمري ما حلمت بأي حاجة لها علاقة بالوسط الفني, يمكن مرة واحدة فقط حلمت بسعاد حسني رحمها الله قبل أن أتسلم جائزة أحسن ممثلة في مهرجان القاهرة عام 2004 عن فيلم إنت عمري, وحلمت بها تسلمني فستانا قديما وبسيطا من فساتينها واندهشت من الحلم لكني استبشرت خيرا لأن عطية الميت بركة من عنده وبالفعل تسلمت الجائزة بعدها بفترة قصيرة ولم تخطر لي علي بال.
حلم البكاء في المرايا
حلم البكاء في المرايا
- هل تعلمين أن للأحلام وظائف نفسية, بعضها يكون تعويضيا يندرج تحت بند تفريغ الشحنات المكبوتة والبعض الآخر إرشادي يسعي للبحث عن الحلول وأنت كيف توظفين أحلامك؟
- عندي النوعان التعويضي والإرشادي, ومرة حلمت حلما غريبا أعتقد أنه يتضمن الاثنين معا وكنت أنظر في مرايا وأجد نفسي حزينة باكية وفعلا كنت أمر وقتها بعثرات في حياتي ثم فوجئت بصديقه لي تعيش في فرنسا أتتني في حلمها بنفس ذات الصورة التي رأيتها لنفسي في الحلم والحمد لله عدت التجربة بسلام وخرجت منها دون أي أذي وهذا الحلم كان تفريغا لمشاعر سلبية بداخلي وفي نفس الوقت أرشدني لاتخاذ قرار صائب في حياتي.
- الأحلام قد تأتينا كرواية طويلة لها بداية ووسط ونهاية أو قد تعرض منها لقطات سريعة متلاحقة كأنها بروفوهات لأعمال لا تزال في العلب فمن أي نوعية تنتمي أحلامك؟
- أنا من الناس اللي بتعيش بكل مشاعرها داخل أحداث الحلم كأنه حقيقة وأحلامي عبارة عن سلسلة متواصلة من التفاصيل اليومية فيها تشويق وإثارة ومتعة وأحيانا قليلة ميلودراما والأحداث تظل بالأيام كأنها حلقات مسلسل تركي وأحيانا كثيرة بأكون عايزة أسجل كل اللي رأيته وعشته في الحلم, لكن مع الأسف في أحلام بتطير من مخي.
- هل تذكرين آخر حلم أثر فيك واحتفظت بتفاصيله دون تسجيل؟
- طبعا, وقتها كنت حاملا في بنتي الأخيرة كندة وكان عندي مشاكل كثيرة في الحمل وإحساس أني مش هأكمل الحمل رغم تمسكي بالجنين, وحلمت إن في شخص جاءني في الحلم وقال لي يحيي يحيي يحيي ثلاث مرات وفسرته أن الجنين في بطني سيحيا ببركة ربنا, وقلت وقتها لو جه ولد هأسميه يحيي ولو جت بنت هأسميها كندة وربنا يبارك في أولادي كلهم.
- حدثيني عن صديقتك التي حلمت بك تبكين وبعدها جاءك الفرج فهل حلمت لأحد من قبل وأخبرته بتفسيرك؟
حلمت لجوزي أنه في أزمة بعد الشر وتأثرت جدا بالحلم وشعرت وقتها أنه كابوس وتاني يوم زجاج عربيتي اتكسر وحمدت الله أنه أخد كل الشر وراح, أيضا حلمت بوالدي مرة واحدة بعد وفاته وكان جالسا بيننا نسمع صوته ويسمع صوتنا لدرجة أني شعرت أن روحه زارتنا بالفعل ولم يكن حلما.
- ما الأحلام التي لا تتمنين زيارتها في منامك؟
أنا بأخاف أوي علي أولادي وأمي وجوزي وبيتي وبأدعي ربنا يحافظ علينا جميعا ويبعد عنا الأذي ويحرسنا من كل شر وكذلك أتمني أن تبتعد عني مثل هذه الهواجس والمخاوف والكوابيس وتأتيني فقط الأحلام الجميلة الممتعة.
وجه القمر في الفوازير
- أحلام اليقظة هي المنطقة الوسطي التي تفصل سماء التمنيات عن أرض الواقع, حدثيني عن التمنيات التي تحولت إلي واقع وتلك التي استقرت في خيالك دون تحقق؟
من صغري والناس كل ما تسمع أمي بتنادي علي وتقولي يانيللي يقولوا لي إمتي هتعملي الفوازير وكانت وقتها ملكة الفوازير دون منازع الحبيبة نيللي, لكن يشاء ربنا أن أول عمل يعرض علي في دنيا التمثيل والاستعراض يكون الفوازير, أيضا كنت دائما في قرارة نفسي أقول أنا هأخلف ولدين وبنتين وبالفعل رزقت من الزواج الأول بولدين ومن الزواج الثاني ببنتين. أما مهنيا فكان نفسي أشتغل مع يوسف شاهين في عمل استعراضي وفعلا عملت معاه إسكندرية نيويورك ثم حلمت بالعمل مع شوقي الماجري في مسلسل أسمهان وفعلا اشتغلت معاه بعدها مباشرة وأعمال كتير حلمت بها ثم اعتذرت عنها بسبب ظروف الحمل وقلت لو نصيبي هترجع تاني وبالفعل تلف وتدور الأيام ويعرض علي العمل بعدما يكون قد تأجل أثناء فترة انشغالي وهكذا والحقيقة أنا قدرية جدا وبأخذ الأمور ببساطة وحكاية التمثيل دي لم تخطر لي علي بال وكان تركيزي كله في الباليه وكان عندي مدرسة لتعليمه لأنه المجال الذي أحبه, كل اللي نفسي فيه إني أعمل حاجة كويسة في المجال اللي يختاره لي ربنا وأنا بأحمده وبأشكره علي كل حاجة وأهمها الاستقرار النفسي لأنه أهم شيء في الوجود وأي حاجة بعد كده ليست لها أي قيمة أو أهمية.
- ألك أحلام أخري تودين البوح بها؟
نفسي أعمل فيلما عن سامية جمال يكون استعراضيا, أنا بحبها جدا وهي للعلم ليست مجرد راقصة شرقية, إنما كانت فنانة شاملة بكل معاني الكلمة وحياتها خاصة جدا ومتنوعة وأنا ذهبت إلي دار الهلال وقرأت حوارات وكتبا وأبحاثا عنها, الست دي طول عمرها كانت بتدور علي الاستقرار والحب والعيلة, وأغلب مراحل حياتها رغم النجاح والشهرة وحب الناس كانت معاناة ويأسا وانتهت بمأساة وحاسة إني في يوم هأقدمها كما يليق بقيمتها.
- وماذا عن ذات في رمضان؟
- حتي لا أحرق الأحداث هي شخصية جديدة علي وعكس طبيعتي, تجربة متفردة للكاتب صنع الله إبراهيم وأنا سعيدة بالعمل وبكل فريقه ومستبشرة خيرا لأن كلا منا يبذل قصاري جهده لإسعاد المشاهد.
أشعر أن أحلامك تسير علي خطي يقينية لا تحتاج إلي دليل!
اللي عايز يتحسن في خطواته ويفرح في دنيته يدور علي ربنا في كل خطوة بيعملها وربنا دائما عند حسن ظن عباده.
- أستأذنك في فاصل أخير, تغمضين فيه عينيك لدقائق معدودات وتحدثينني بعدها عما رأيت من مشاهد أو لقطات؟
- تخيلت نفسي في عرض مسرحي موسيقي كلاسيكي راقص بديكور ثابت, عبارة عن ستاير سوداء داير ما يدور خشبة المسرح, ولا وجود للكواليس وأنا أقف في المنتصف, أرتدي فستانا أسود له ذيل طويل لكنه دائري قريب الشبه من التنورة أو زي الفلكولور الإسباني, وفي الأعلي كشاف نور واحد عبارة عن Spot مركز علي وأنا أرقص باليه في توحد مع نفسي دون وجود جمهور وكأنني في حالة صوفية ممتعة يمتزج فيها الإحساس مع الحركة وتتلاحم الروح مع الجسد, وهي فكرة العودة إلي الطبيعة البشرية الصافية النقية الخالية من حسابات الواقع.