الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

ياسمين عبدالعزيز: اختفيت لظروف خاصة




ثلاث سنوات تقريبا هى الفترة التى ابتعدت فيها ياسمين عبدالعزيز عن السينما والصحافة والإعلام لتتفرغ لحياتها الشخصية وابنها «سيف الدين»، بعد فيلم «الثلاثة يشتغلونها» الذى قدمت فيه أربع شخصيات مختلفة، كان عليها أن تختار بدقة وعناية، فاختارت «الآنسة مامى» لتعود به من جديد، وتراهن على جمهور عيد الأضحى، وتغامر بتوليفة سينمائية، تخلو من اسم نجم كبير يشاركها المغامرة الصعبة.
«ياسمين» كعادتها تعشق المخاطرة وتتحدى نفسها وتراهن على ذوق الجمهور البسيط.
«الوطن» تنفرد بأول حوار لياسمين عبدالعزيز بعد غياب سنوات، تحدثت فيه عن رسالة فيلم «الآنسة مامى»، وكواليس العمل، وشروط عودتها، وسر بعدها عن البطولات الجماعية، وموقفها من أفلام النجوم الرجال، ورأيها فى الدراما المصرية، وأسباب رفضها العودة لها حتى الآن، ورأيها فى أزمة السينما، وصعود التيارات الإسلامية للحكم، وخطورة ذلك على حرية الإبداع وغيره الكثير.
■ بين اختفائك عن السينما والإعلام وعودتك نحو ثلاث سنوات فما أسباب الاختفاء وما سر العودة؟
- كما يعلم الجميع كنت «حاملا» فى ابنى الصغير «سيف الدين»، وقبل الحمل كنت أقرأ عددا كبيرا من الأفلام لأعود للسينما بعد فيلم «الثلاثة يشتغلونها»، وعندما فوجئت بالحمل أجلت كل شىء، وقمت باستغلال فترة الحمل وما بعد الولادة فى قراءة أفكار تصلح لأن أعود بها للسينما.
■ وكيف تم اختيارك لسيناريو «الآنسة مامى» والتعاون للمرة الثانية مع المؤلف خالد جلال؟
- تعاونت فعلا من قبل مع خالد جلال فى فيلم «تمن دستة أشرار»، وكانت تجربة رائعة جدا، وخالد من المؤلفين أصحاب الظل الخفيف فى الحقيقة، وعلى الورق أيضاً، فهو يستطيع أن يكتب حوارا يجعلنى فى قمة الضحك وأنا أقرأه، كما أنه يقدم توليفة رائعة تجمع بين الكوميديا والدراما والرومانسية، وهذا ما جعلنى أتحمس للعمل معه بعد أن قدم لى فكرة الفيلم ورأيتها مناسبة للوقت الذى نعيشه، وتلمس أوجاع كثير من الأسر.
■ ما معنى اختيارك لأفكار أفلامك بناء على رغبة الشارع؟
- أى فنان يحب فنه يحاول الاجتهاد واختيار أفكار قريبة من الناس وأنا أقوم بشىء بسيط جدا فى حياتى العادية كزوجة وأم وإنسانة عادية، حيث أخرج وأتحدث مع الناس فى «السوبر ماركت»، وفى «الجيم»، وفى «المحلات»، وفى «الكوافير»، وفى أى مكان به تجمعات أقف وأتحدث مع الناس الذين يصافحوننى، وأقول لهم «ما هى أخباركم وما هى متاعبكم، وتحبوا تشوفوا إيه»؟ فأجد إجابات كثيرة ومختلفة، وبناء على تجميع مشاكل الناس أعرف ما هى الأشياء التى تلمسهم حاليا، وأقدم أفلامى بناء عليها.
■ هل هذا يعنى أن أفلامك الأخيرة مثل «الدادة دودى» و«الثلاثة يشتغلونها» والتى قمت فيها بالبطولة المطلقة كانت مشاكل حقيقية جاءت من الشارع؟
- نعم هذا صحيح، وهذا الاعتراف أقوله لأول مرة، فمثلا مشكلة عدم وجود خادمات ومربيات للأطفال مشكلة وجدت كثيرا من الأسر يعانون منها، ولذلك طرحتها فى فيلم «الدادة دودى»، وذات مرة تحدثت مع صديقة مقربة فحكت لى عن مشاكل الارتباط، وأن كل شاب ترتبط به يتحول الارتباط إلى «اشتغالة» أى يفشل ويكون أكذوبة، وفى نفس الوقت لمست من كثير من الناس الذين يقابلوننى مشكلة التعليم والمدارس ومستوى الطلاب فدمجت الفكرتين معا فى فيلم «الثلاثة يشتغلونها».
■ هذا يعنى أن أفلامك تكون فكرتها نابعة منك فكيف يأتى التسلسل التالى مع المؤلف والإنتاج حتى يتم عمل الفيلم؟
- فى البداية أختار المنتج ثم المؤلف وأرى ما لديه من أفكار، وأطرح ما لدىّ من أفكار، ثم نختار المخرج ونجلس نحن الأربعة جلسات مطولة لنضع أفكارا وندمج خواطر حتى نخرج بالموضوع النهائى للفيلم.
■ كلامك يؤكد أنك لا تجسدين بطولة أفلام مكتوبة بل تفصلين العمل؟
- نعم هذا حقيقى فأنا لا أحب السيناريوهات والأفكار والأعمال الجاهزة بل أحب أن أشارك فى الفكرة من البداية ونطور السيناريو ونكتب كل شىء من خلال ورشة العمل فهذا أراه مناسبا لى أكثر.
■ وما الجديد الذى يحمله «الآنسة مامى»؟
- يتحدث عن الأشخاص الرافضين للزواج والأشخاص الذين يفضلون الانفصال الزوجى دون منح فرص كافية، والفيلم يوضح قيمة الأسرة وضرورة اتساع الصدر بين الزوجين.
■ ولماذا يتكرر وجود الأطفال فى أفلامك؟
- بخصوص الأطفال أنا أحبهم جدا وأعشق التعامل معهم وأحترفه جدا بحكم أنى أم لطفلين، كما أنى أرى أن الطفل عندما يكون بطلا فى فيلم يكون له جمهور من الأطفال والأسر، ولا أنسى أبدا أن جمهورى الأصلى به نسبة كبيرة جدا من الأطفال الذين يحبوننى ويحرصون على مشاهدة أفلامى، لذلك أحب أن أوجد لهم مساحة فى أعمالى.
■ اختيار حسن الرداد للبطولة وعدم وجود اسم نجم ثقيل معك فى الفيلم أليس مخاطرة؟
- حسن الرداد ممثل جيد جدا لكنه محصور فى أدوار معينة والمغامرة فى تقديمه فى دور كوميدى ومختلف ستحدث نوعا من الإبهار لذلك تم اختياره لهذا الدور وأعتقد أنه سيكون مفاجأة، وبالنسبة لعدم وجود نجم ثقيل أو نجم شباك أمامى فهذا لا يخيفنى على الإطلاق لأن الفيلم الجيد يفرض نفسه.
■ من الملاحظ أنك لا تقومين بأى بطولة مع نجم شباك أو اسم ثقيل فما السبب؟
- لا توجد أسباب معينة لذلك لكن فعلا أنا فى كل أفلامى لم أعتمد على اسم النجم الذى أمامى على الإطلاق حتى أحمد حلمى عندما تعاونت معه فى فيلمى «صايع بحر» و«زكى شان» لم يكن وقتها بحجم نجوميته الآن.
■ بصراحة هل أنت مقاطعة لأفلام النجوم الرجال وتفضلين البطولة المطلقة وحدك وترفضين أيضاً البطولات الجماعية مع نجمات جيلك؟
- هذا الكلام غير صحيح بالمرة، ليس معنى أنى أقدم بطولات مطلقة أو أفلاما تحمل اسمى أنى مقاطعة لأفلام النجوم الرجال والدليل أننى قدمت مع أحمد عز وأحمد حلمى وغيرهما من النجوم.
■ نعود لـ«الآنسة مامى» لماذا تم اختيار وائل إحسان للإخراج وما كواليس الفيلم ومشاكل العمل مع أطفال؟
- وائل إحسان تعاونت معه فى فيلم «زكى شان» من قبل وهو مميز جدا ومتمكن من أدواته، لذلك كان أنسب من يقوم بإخراج الفيلم، أما كواليس الفيلم فكانت فعلا صعبة، خاصة أن الأطفال التحكم فيهم شديد الصعوبة وكنت أتعاون مع ثلاثة أطفال أحدهم وقع على منضدة وأصيب بجرح، والطفل الصغير كان يبكى دائما عندما نبدأ التصوير وأحيانا كان ينام طوال الوقت رغم أنه كان موجودا فى المشهد.
■ وما سر عودتك للتعاون مع المنتج أحمد السبكى رغم تعدد عروض شركات الإنتاج؟
- السبكى منتج «شاطر جدا وفاهم السوق» ويهمنى جدا أن أتعاون مع منتج يتوافر به شرطان أولهما يفهم السوق والصناعة جيدا، والثانى أن يقدر على إنتاج الفيلم بشكل سخى يظهر الفيلم بالشكل المناسب، وهذا يتوافر فى السبكى وهو الآن من أكبر المنتجين الواعين والمؤثرين فى صناعة السينما المصرية.
■ هذا معناه أنك تفضلين خبرة المنتج على «فلوسه» حتى لو جاء على حساب أجرك؟
- الأجر مهم طبعا لكن إذا جاء على حساب اختيار منتج واع فحساباتى ستختلف سأختار المنتج المخضرم والقوى وصاحب الخبرة فى السوق السينمائية ولن أختار المنتج الذى يمنح أجرا كبيرا وأموالا ضخمة للفيلم ولا يفهم فى الصناعة لأنه سيغرق بالفيلم.
■ لماذا تركزين فى الأفلام الكوميدية وتبتعدين عن الأفلام الدرامية أو التى تحمل قضايا ثقيلة؟
- الكوميديا موهبة وإذا أحسنا استخدامها فى إطار اجتماعى إنسانى جاد ستحقق أهدافا رائعة، ولكنى أرفض تصنيف أفلامى أنها كوميدية فهى أفلام اجتماعية إنسانية درامية بها كل شىء، وأعتقد أننا فى أشد الحاجة للابتسامة وسط كل هذه الأجواء التى نعيشها والضغوط والأزمات التى يعانى منها الناس.
■لكن ألا تطمحين أن تجسدى أفلاما ثقيلة تصلح للمهرجانات؟
- لا أطمح على الإطلاق لأى أفلام لها علاقة بالمهرجانات أنا هدفى الجمهور والترفيه عنه وتوصيل رسالة إنسانية له فى كل فيلم «ده عندى بمليون مهرجان».
■ كلامك يعنى أنك تهتمين بالجمهور والإيرادات فقط حتى لو تعارضت مع النقاد؟
- لم يحدث أن هاجمنى أى ناقد ولست على خلاف مع النقد على الإطلاق وحتى لو قرأت نقدا غير إيجابى بشكل كاف لا أغضب إطلاقا فالجمهور ورضاه والإيرادات لدىّ فى المقام الأول.
■ لماذا تبتعدين أيضاً عن الأدوار التى لها علاقة بأنوثتك كنجمة من نوعية الأفلام الرومانسية التى تحمل قصة حب؟
- قريبا جدا سأقدم عملا رومانسيا وأعتقد أن هذه النوعية صعبة جدا لأنها إن لم تتم كتابتها أو تنفيذها بشكل جيد ومحترف ستنقلب إلى الضد وتتحول إلى مبالغات تثير سخرية الجمهور.
■ وبم تفسرين أنك من الممثلات القليلات جدا اللاتى يحملن لقب نجمة شباك وأفلامهن تحقق إيرادات أو يتم التسويق باسمهن؟
- لا أستطيع الحكم على نفسى لأفسر هذا الكلام لكن عموما أنا سعيدة جدا بأن تكون المرأة لها اسم فى عالم التسويق ولها وجود وحيز فى السينما وشباك التذاكر فهذه ظاهرة صحية جدا ومشجعة للنساء.
■ وهل تحيز المنتجين للنجم الرجل أدى إلى تقلص أفلام المرأة ونجوميتها؟
- هذا صحيح إلى حد كبير فالمنتج يلعب على أسماء تستطيع ضمان الإيرادات ولا يتحمس كثيرا للمجازفة وهذا أدى لضعف البطولات النسائية والوجود النسائى فى السينما ومنح كل المساحة للرجل للأسف.
■ ما موقفك من الدراما التليفزيونية وما صحة بطولتك لمسلسل «يوميات زوجة مفروسة»؟
- هذا غير صحيح على الإطلاق فلن أقوم ببطولة هذا المسلسل ولا غيره فى رمضان ورغم أنى لا أقاطع الدراما بشكل متعمد إلا أننى لن أخوض هذه التجربة إلا بفكرة جديدة جدا.
■ كيف ترين الأزمة الاقتصادية الآن وتأثيرها على الإنتاج بوجه عام والسينما بوجه خاص وكيفية الخروج من الأزمة؟
- هناك أزمة اقتصادية وسياسية متفاقمة جدا وأثرت على كل أوجه النشاط ومنه السينما طبعا ولكن مع الوقت يمكن تجاوز هذه الأزمة وأهم شىء أن يتعاون النجوم ويصروا أن يعملوا رغم كل الظروف مهما كانت صعبة لأن هناك عائلات تعيش على صناعة السينما.
■ هل ترين تخفيض أجور النجوم حلا لأزمة الإنتاج؟
- طبعا هذا من أهم الحلول ولو بشكل مؤقت وأعتقد أن كل النجوم استجابوا لهذا الحل وأنا شخصيا خفضت من أجرى مؤقتا لحين عودة السينما والصناعة إلى قوتها.
■ وما رأيك فى صعود التيارات الإسلامية للحكم وهل هذا خطر على حرية الفن والإبداع كما يعتقد البعض؟
- التغيرات السياسية وصعود أى نوع من التيارات إلى الحكم ما دام فى إطار ديمقراطى وجاء برغبة الشعب فلابد من احترامه، وبالنسبة لتأثير هذه التيارات على الإبداع فلا أعتقد حتى الآن أن هذا يمكن حدوثه، وبالنسبة لى ولأفلامى فصعود التيارات الإسلامية لا يشكل لى أى خطر فلم أقدم ما أخاف منه قبل توليهم ولن أتغير بعد صعودهم فأفلامى كما هى ومبادئى لن تتغير أو تتأثر.